القرآن الكريم

القرآن الكريم

الثلاثاء، 5 ديسمبر 2017

من يؤجج صراعات المنطقة العربية ؟

من يؤجج صراعات المنطقة العربية ؟

إن منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية على وجه الخصوص كانت ولازالت وسوف تكون بعلم الله وقدرته هى منطقة مهبط وبداية ونهاية الإنسان والخليقة على ظهر الأرض , كما كانت المنطقة العربية هى مهبط ومبعث وموطن الأنبياء والرسل والرسالات والكتب والمقدسات والأديان السماوية وجبل طور سيناء والكعبة المشرفة والمسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة ومعابد القدس ومدينة الخليل إبراهيم وغيرهم هم جميعاً خير شاهد على ذلك , كما لازالت تلك المنطقة وسوف تظل للعالمين هى مركز وشعاع وسراج أنوار العلم والدعوة إلى عبادة ووحدانية الله سبحانه وتعالي جل جلاله فى علاه , كما كانت المنطقة العربية ولازالت وسوف تظل بمشيئة الله وعلمه وقدرته هى حاضنة أثار وحضارات وثروات ووقود وغذاء ومياه وبحار وأنهار ومعادن وخامات وجواهر وكنوز الأرض وغيرها والأهرامات ومعابد أبوسنبل وحضارة وادى النيل وحضارة الرافدين ونهر النيل ونهري دجلة والفرات ومنابع نفط دول الخليج وغيرها الكثير هم جميعاً خير شاهد على ذلك , من هنا فإن المنطقة العربية كانت ولازالت وسوف تكون على الدوام هى مطمع لحملات الغزاة والمستعمرون على مر التاريخ والأزمان والإستعمار والإحتلال الرومانى والإنجليزى والإيطالي والفرنسي وأخيراً الإحتلال الإسرائيلي وغيرهم الكثير هم جميعاً خير شاهد على ذلك , وفى هذه الأيام يعيد التاريخ الإستعماري نفسه للمنطقة العربية من جديد بزعامة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل وغيرهم وذلك بمحاولات إحتلال وتقسيم المنطقة العربية من جديد تحت شعار إستعماري جديد وهو قيام منطقة الشرق الأوسط الكبير وهذا المخطط قد بدأ التخطيط والتكتيك الأمريكوغربي له منذ الإحتلال الأمريكوغربي للعراق ومحاولة تطبيق النموذج العراقي المفكك طائفياً وعرقياً وجهوياً ومذهبياً لدولة العراق فى سائر دول المنطقة العربية تحت شعار الفوضى الخلاقة وهى فى الحقيقة الفوضى الهدامة للدول والشعوب , فهل توحد العراق ؟ وهل تحقق الرخاء والإستقرار والأمن لشعب العراق ؟ وهل تحققت الديموقراطية الموهومة والمزعومة امريكياً فى العراق ؟ أم سقط العراق ودمر تدميرا ؟ وقد بدأ وتواصل تطبيق وتفعيل النموذج العراقى المدمر والمخرب فى كل من سوريا وليبيا وحالياً في اليمن وتعثر وسقط فى مصر وتونس ولازال الصراع مستعراً ومستمراً , علماً بأن القادة والزعماء الامريكان والغرب والإسرائيليون يشاهدون ويترقبون ويخططون بأسلوب الحرب الناعمة والهادئة والباردة برامج تطبيق نموذج الفوضى الهدامة فى اليمن وسوريا وليبيا وينتظرون توسعها وإنتشارها فى مصر والسعودية وسائر الدول العربية كما يتوقعون أن تنهار وتتفكك وتسقط جميع الدول العربية واحدة تلو الأخري من داخلها بسواعد صراعات أبناءها وشعوبها وذلك بإستخدام وإفتعال الحروب الأهلية والطائفية والعرقية والدينية كما تسعى أمريكا والغرب وإسرائيل إلى  دعم ومساندة جميع التنظيمات والميلشيات والحركات الدوغمائية والراديكالية والتكفيرية والإرهابية المتشددة داخل جميع الدول العربية بطرق مباشرة وغير مباشرة لتنفيذ الأجندات الإستعمارية والتخريبية والتدميرية الغربية والامريكية والأجنبية والإسرائيلية داخل جميع الدول العربية وذلك تمهيداً لإسقاط الدول العربية من داخلها وبدون أي مظهر من مظاهر التدخلات والحملات الإستعمارية والعسكرية الأجنبية والخارجية , فماذ نحن فاعلون ؟

دكتور مهندس / حسن صادق هيكل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق