القرآن الكريم

القرآن الكريم

الثلاثاء، 1 سبتمبر 2015

مكتبة إسلامية

تأملات فى حقائق إلهية لها دلالات.. ومعجزة بقاء مصر ؟


تأملات فى حقائق إلهية لها دلالات.. ومعجزة بقاء مصر ؟

 
إن الله سبحانه وتعالي قد خلق الأكوان والكواكب والسموات والأرض وما فيهن وما بينهن وسيرهن بعلمه وقدرته إلى أجل هو يعلمه وهذا هو منهج ومرجعية ودلالات وحقيقة وحدانية الخالق سبحانه وتعالي فى كونه , كما خلق الله تعالي الإنسان من نفس واحدة من عوالم الغيب والعدم والمجهول واللامحدود إلي عوالم الحياة واليقين والوجود والمحدود ثم أسكن الله تعالي الإنسان الأرض ليعمرها ويغرثها ويشيدها إلى أجل هو يعلمه وهذا هو منهج ومرجعية ودلالات وحقيقة وحدة الأجناس والأعراق البشرية فى جميع الطوائف والشعوب والدول والقارات , ثم قدر الله تعالي بعلمه وقدرته للإنسان أرزاقه ومسعاه ومحياه ومماته وهذا هو منهج ومرجعية ودلالات وحقيقة اليقين بالله والتوكل عليه وحده سبحانه وتعالى وكذا اليقين بحقيقة معرفة سيرة الإنسان من بدايتها حتى نهايتها فى الأرض , ثم جعل الله تعالى من نسل الإنسان أمم وشعوب وقبائل مختلفين عرقياً وعقائدياً ولغوياً ليتعارفوا ويتكاملوا ويتحاورا فيما بينهم ولو شاء الله تعالى لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين حتى يوم القيامة وهذا هو منهج ومرجعية ودلالات حقيقة خلق الإنسان وأبعاد صراعات وإختلافات بنى البشر وحتمية وضرورة تفعيل حوار الثقافات والحضارات بين الأمم والشعوب , ومن هنا فإن الشعوب والقبائل والأمم والمجتمعات والقوميات والأعراق والطوائف والإيديولوجيات وغيرها منفردة أو متجمعة أو متحدة أو متألفة أو غيرها قد قامت وتأسست عليها الدول والأقطار والإمارات والسلطانات والممالك والإمبراطوريات والإتحادات والمنظمات المحلية أو الإقليمية أو العالمية كما نراه الآن وهذا هو منهج ومرجعية ودلالات حقيقة بناء وقيام هرم وهياكل الدولة النظامية المتعارف عليها , فهناك جيوش وغزاة ومهاجرون قديماً وحديثاً قد قاموا بإستعمار وإحتلال وإغتصاب أراضى وأوطان بعد تشريد وطمس هوية أهلها وسكانها الأصليين ثم زيفوا التاريخ وأسسوا دويلاتهم أو أقطاراهم أو أمبراطوياتهم المزعومة على خلفيات واهية وأسس وإرث مزيف ومن أشهرهم الولايات المتحدة الأمريكية التى أخفت وشردت وطمست أى أثر وجود لشعب الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا من الخريطة العالمية لدولة أمريكا الوليدة والجديدة وكذا إسرائيل التى زيفت جميع معالم فلسطين الإسلامية والعربية وحولتها إلى مدن عبرية وصهيونية ويهودية بعد تزييف تاريخها وتغيير التركيبة السكانية لتلك المدن وهذه هى أحد ملامح ومظاهر إغتصاب وإحتلال الدول وطمسها من الخريطة الجغرافية العالمية , وهناك أوطان ودول قد ألفت ووحدت وجمعت بين طوائفها وقومياتها وأعراقها فى نسيج الوطن الواحد كما هو الحال فى لبنان والعراق وسورية والسعودية وجميع الدول العربية وأكثر الدول الأفريقية والأسيوية والأوربية وغيرها وهذه هى أحد ملامح ومظاهر تأسيس الدول ووضعها على الخريطة الجغرافية العالمية , وفى مصر هناك شعب ووطن وأرض وتاريخ وجغرافيا وعقيدة وموقع قد توحدا جميعاً فى نسيج وشريان وجسد واحد حتى ساهم كل منهم فى بناء وتأسيس الأخر فمن جانب قد ساهم الوطن ونهر النيل والأرض المصرية جميعاً فى جمع وتوحيد وتألف طوائف وهياكل ومكونات الشعب المصرى ووهبوا له الحياة لتبنى قواعد وأسس أمة ودولة مصرية راسخة قابلة للبقاء وتحدى الزمن ومن جانب آخر ساهم الشعب والجيش المصريين فى بناء وتأسيس وتشييد دوله قوية ومترابطة ومتماسكة يشد بنيانها بعضه بعض وهذه الدولة قادرة على الصمود وقهر الصعاب والغزاة حتى صار الشعب والدولة أسم واحد على مر التاريخ والأزمان وهذا هو شعب وأرض ودولة مصر التاريخية العربية الإسلامية الموحدة بالله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وهذه هى أهم ملامح ومظاهر بناء وتأسيس الدولة الحضارية والإنسانية والتاريخية والجغرافية القابلة للبقاء والإستمرار والخلود والتى يجب أن يبدأ بها أى مؤرخ أو فيلسوف أو رسام  جغرافي فى تأسيس ورسم الخريطة الجغرافية العالمية المعاصرة , من هنا فإن مصر الماضى هى الدولة العريقة والعتيقة الموحدة والمتماسكة والمترابطة والمتكاملة الهياكل والبنيان والتكوين أرضاً ووطناً وشعباً وجيشاً وموقعاً وتاريخاً والتى حافظت على وجودها وبقاءها وإستمرارها منذ عهد أحمس مروراً بالفراعنة والهكسوس والبلاطمه والرومان والفاطميين والأيوبين والمماليك ومحمد على باشا وأسرته وثورتى 52 يوليو و25 يناير وحتى اليوم وهاهى مصر قد وصلت إلينا فى زاماننا الحاضر فماذا نحن فاعلون ؟ من هنا فإن مصر الحاضر يجب تستدعى روح حضارات الماضى وتضع أسس وقواعد وبنيان هرمى راسخ لحضارة المستقبل , كما يجب على مصر أن تستنهض همم شعبها وجيشها وأمنها وتوحد أطيافها دون أى إقصاء أو أستعداء لأحد مكونات وهياكل المجتمع المصري كما يجب عليها أن توظف موقعها الإستراتيجى وتاريخها الحضارى وإرثها الإنسانى وإنتماءاتها الإقليمية والقارية والعالمية وثقافاتها وهويتها العربية والإسلامية كما يجب عليها أن تستخرج وتطوع وتستثمر ثرواتها الطبيعية والبشرية والتعدينية والزراعية والكامنة والمكنونة وغيرها في منظومة وطنية مصرية واحدة كى تبدأ بهما جميعاً بناء الحاضر وتأسس قاعدة علمية وتكنولوجية حديثة ومعاصرة لبناء حضارة المستقبل القريب , كما يجب على مصر أن تأخذ بجميع أسباب التحضر والحداثة وإمتلاك جميع وسائل العلم والتقدم والتكنولوجيا والمعاصرة وبناء الإنسان المصري المتطور والمنفتح على العالم ثقافياً وعلمياً ومهنياً مع التمسك بجميع القيم والمبادئ الدينية والأخلاقية الحميدة والبناءة وكذا بناء قواعد وقلاع صناعية وتجارية وزراعية وتعدينية ومعلوماتية وغيرها وطنية متطورة تنافس ميثلاتها العالمية كما تحاكى وتخاطب العالم بالتجربة المصرية الحديثة القادمة .

دكتور مهندس / حسن صادق هيكل

قمرونة - منيا القمح - الشرقية - مصر