القرآن الكريم

القرآن الكريم

الثلاثاء، 16 أغسطس 2016

قصيدة الرحيل



قصيدة الرحيل
يأيها السلطان الذي طال به الأمد
                   وهو عاجزاً أو فاسداً أو ظالماً في حكمه
فقد هب الشعب إليه أو عليه ثائراً ومسالماً
                      طالباً الإصلاح أو التغيير أو إسقاط نظام حكمه
أيكون جواب السلطان على شعبه هو القمع والتعذيب
                      وتخريب البلاد وتدمير الأوطان من أجل بقاءه
فهل كانت جنود الأمن والجيوش لتخليد السلطان وبقاءه
                      أم لخدمة الشعوب وحماية الوطن وترابه
أجعلت طول الحلم والغفران للشعب عن فسادكم وظلمكم
                      هو ضعف وإستسلام من الشعب وإستعباداً ومذلة
فقد جهلت عبقرية شعب قدر الحياة وعايش حكاماً طغاة
                      فعلم شأنهم وآثر وحدة وترابط الأوطان على الصراع
أكنت تنتظر مداً ومديداً أبدياً من الشعب لسلطانكم وأنت مرفهاً
                    وأنت لم تعش يوماً بؤس الحياة للفقراء والأيتام
أم كنت تريد مزيداً من سنوات الحكم والسلطان لوريث عرشكم
                   وقد ساد الفقر في ظل حكمكم وأتبعك الوريث بالفساد
فقد أعطاك الشعب سنين حكم وطاعة علك تعدل وتصلح
                  فما كان منك إلا النكران ومزيداً من البطش والطغيان
أكنت تعيش على العرش وأنت مغيباً عن أنين الشعب
                   وتنتظر وريث عرش قد حباه الله من نفس الغباء
 أكنت تنتظر الرحيل في هالة سلطان متوجاً على عرشه
                   ولا تدري أنك يوماً راحلاً كسنة الله في الإنسان
أم كنت تنتظر الرحيل كسلطان مكرم ومشرف من شعبه
                   مصحوباً بدعوات الأرامل والكادحين من الفقراء
ألا تذكر أو تعلم يوماً وأنت هائما في حساب النفس
                  أنك ظلمت وعذبت وقهرت الشعب بقوة السلطان
أم كنت تنتظر الرحيل بأكاذيب من أساطير التكريم والتبجيل
                  قد خدعك بها المنافقون وهم اليوم يناصبونك العداء
فهم على طول الزمان بطانة للحكام فاسدة متلونة ومتقلبة
                  تعرفهم في لحن القول من الكلام حيث ماوجدت منافعهم
فمن عاش يوماً ملكاً ظالماً على الناس متوجاً بسلطانه
                 فقد يطرده الشعب ويضربه القوم بالنعال كما فسر القرآن
ومن عاش بين الناس جل حياته بالغش والتزوير
                 سيرحل عن الدنيا ملعوناً من الناس ويوم يقوم الأشهاد
ومن عاش فوق العرش بالغش والتزوير
                 فهو يوماً راحلاً ويسقطه الشعب بالحذاء
قد جعلت من أمنك وحراسك على رقاب الناس سيوفاً ماضية
                حتى أضحي أمنك وحراسك عند الشعب هم أخطر الأعداء
فمن أجل عرشك وخلودك على الناس سلطاناً حاكماً وباقياً
                خلقت بين الشعب والأمن عداوة وهم أبناءاً للأوطان
فمن إستخف يوماً بالشعب من فوق عرشه وهو فاسداً وظالماً
                    يسقط من عرشه ذليلاً بالحذاء ويحيا  بجسده وهو ميت
أكنت تظن يوماً مصر عطية مورثة أو مملوكة لسلطاناً أو حاكماً
                   فقد جهلت وجهل من كان قبلك من السلاطين والفراعين
فمن كان يظن يوماً من العالمين أن مصر جسداً هامداً أو ميتاً
                  فمصر أسداً ثائراً يولد من الإنكسار والثورة خير شاهد
فهل شاهدت يوماً أسداً قد أعتلي ظهره راكباً
                 فقد أسقط شعب مصر الطغاة وجعلهم عند أطراف حذاءه
فيا طلاب الملك والسلطان والجاه والعزة على مر الأزمان
                أعلموا أن الملك والعزة لله وحده وهو ملك الأكوان
فهل ظلم الشعب نظام حكمه بعد أن طغي وبغي وأفقر شعبه
               أم هذا هو عدل الإله قد أجراه الله علي أيدي الثوار
فلا يكون أبداً يوماً شعباً ظالماً لنظام حكمه وهو يعيش مسالماً
               وقد طغي الحكام في الأرض وأكثرواً فيها الظلم والفساد
فدقت ساعة العدل في الأرض لينتصر لنفسه كل من كان محقراً
               وسقط أهل الظلم والفساد والطغيان من الحكام
فطوبي لمن عاش للناس خادماً وذاهداً في سلطانه
               وطوبي لمن كان جل همه العمل والإنتصار للأوطان

أستاذ دكتور مهندس / حسن صادق هيكل
Email :hssnsadek@yahoo.com