القرآن الكريم

القرآن الكريم

الأربعاء، 10 فبراير 2016

دلائل وجود الله تعالي جل في علاه



" لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير "

إن حقيقة وجود الله جل في علاه أنه هو الخالق فهو يري ولايري وهو يري من خلق والمخلوق  لا يستطيع رؤية من خلقه , كما أن الله تعالي موجود في كل مكان وزمان وجميع المخلوقات بين أصبعين من أصابع الرحمن (والأصابع هذه هي تعبير مجازي للبشر التي لا تعرف إلا ما تراه وتلمسه وما تعلمته وما اكتسبته من ألفاظ وكلمات ومعارف) , كما أن الإنسان لا يستطيع أو إدراك ببصره المجردة ذات الله العليا , فهل يستطيع أي إنسان أن يري بعينه المجردة دون وسيط تكنولوجي مساعد رؤية الأشياء الموجودة على ظهر الأرض على مسافة أكثر من واحد كيلو متر أو مسافة عشرة كيلو مترات أو مسافة ألف كيلو متر أو مسافات تنقص أو تزيد عن ذلك من الكيلومترات والجواب أن الإنسان لا يستطيع رؤية تلك الأشياء على الرغم من كونها موجودة حقاً ويقيناً ويعلمها هو بعلمه وعقله وبصيرته أليس يدلل ذلك على أن الله جل جلاله موجود ولا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير Gü, وهل يستطيع الإنسان بعينه المجردة أن يري بقرنية عينه هو ذاته دون وسيط طبي أو تكنولوجي مساعد الدماء وهي تجري وتتدفق في عروقه وأوردته وشراينه أو الدماء وهي تتدفق من قلبه وإليه أو الدماء وهي تتدفق إلي عينه وإليها وغيرها الكثير من الدلالات والجواب أن الإنسان لايستطيع رؤية تلك الأشياء على الرغم من من كونها موجودة حقاً ويقيناً ويعلمها هو بعلمه وعقله وبصيرته أليس يدلل ذلك على أن الله جل جلاله موجود ولا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير Gü , وهل يستطيع أي إنسان أو أي كائن من كان أن يري أو يلمس أو يعرف أو يفسر حقيقة الروح التي هي المحرك الرئيس للأحياء جميعها علماً بأن الروح هي المعني الحقيقي المفرق بين عوالم الأحياء وعوالم الأموات وهل يستطيع الإنسان وغيره مهما بلغ من تقدم وعلم أن يلمس هذه الروح بيديه وهل يستطيع الإنسان أو أي كائن من كان أن يعيد الروح أو يخرجها من جسم إنسان أو أي كائن من كان وهل يستطيع الإنسان بقرنيه عينه هو ذاته أن يري نفسه هو ذاته قبل أن يحيا وبعد أن يموت أو قبل وجوده وهل يستطيع الإنسان أن يعرف عوالم الأرواح والأموات وكيف يتواجدون ويتعايشون وكيف يبعثون وعلي أي صورة من الصور يبعثون هل بحقيقتهم البشرية أو بصور أخري غيرها يبعثون وهل يستطيع أي مخلوق كائن من كان أو أي إنسان كائن من كان أن يخلق نفسه من العدم وهل يستطيع أي إنسان أو أي مخلوق كائن من كان أن يحيا بلا موت أو بلا شيخوخة وهرم والجواب أن الإنسان لا يستطيع فعل أو صنع أو تغيير أي شيء من هذه الأشياء جميعها على الرغم من كونها حقيقة وموجودة حقاً ويقيناً ويعلمها هو بعلمه وعقله وبصيرته أليس يدلل ذلك على أن الله جل جلاله موجود ولا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير Gü , وهل يستطيع أي مخلوق كائن من كان أن يمنع أو يجب الشمس او القمر من البزوغ  والإنارة والسطوع على الأرض لا يستطيع فعل أو صنع أو تغيير أي شيء من هذه الأشياء جميعها أليس يدلل ذلك على أن الله جل جلاله موجود ولا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير Gü , وهل يستطيع وهل يستطيع أي مخلوق من المخلوقات أن يوقف عجلة وديناميكية الحياة أو تعاقب الليل والنهار أو تعاقب الأزمان والجواب أن الإنسان لا يستطيع فعل أو صنع أو تغيير أي شيئ من هذه الأشياء جميعها على الرغم من كونها حقيقة وموجودة حقاً ويقيناً ويعلمها هو بعلمه وعقله وبصيرته أليس يدلل ذلك على أن الله جل جلاله موجود ولا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير Gü , كل هذه معجزات وحقائق تبرهن وتدلل على وجود الله جل في علاه ولكن الناس لا يعلمون ولا يدركون ولا يعقلون ولا يبصرون وبنعم الله خالقهم وخالق الأكوان لا يشكرون , فسبحان الله رب العالمين ورب الخلائق أجمعين .

دكتور مهندس / حسن صادق هيكل

مصر - الشرقية - منيا القمح - قمرونة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق