القرآن الكريم

القرآن الكريم

الاثنين، 27 فبراير 2017

هذا هو قانون وإعجاز الله فى خلقه ؟



بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو قانون وإعجاز الله فى خلقه ؟

إن الله سبحانه وتعالي قد خلق الخلق والملكوت بعلمه وقدرته وحكمته , كما خلق الإنسان وأسكنه الأرض إلى أجل عند الله تعالي هو معلوم وقدر قد قدره الله تعالى للإنسان وجميع المخلوقات هو محتوم , كما فضل الله تعالى الإنسان على سائر المخلوقات بالعقل كما هدى الله تعالى الإنسان إلى طريق النجدين وهما طريق الخير والهداية إلى وحدانية وعبادة الله تعالى ومعرفة وإدراك جميع الأعمال التى تؤدي إليه , كما وعد الله تعالى الإنسان بالثواب الأعظم فى الأخرة إذا ما كانت طاعة الله عز وجل وإتباع أوامره وتجنب نواهيه هى مقصده وقبلته ومنتهى غايته فى الحياة الدنيا , والطريق الأخر هو طريق الضلال والشر والشرك والكفر بالله عز وجل وعصيان أوامر الله ومخالفة نواهيه وعدم الرجوع إلى الحق والإصرار على ذلك , كما وعد الله تعالى الإنسان العاصى والمشرك بالله بالعذاب الشديد فى نار جهنم إذا ما كانت المعصية والإشراك بالله جل جلاله هى قبلته ومقصده ومنتهى غايته , كما خلق الله تعالى الحياة الدنيا الفانية وجعلها دار عمل وإختبار وتصارع بين الخير والشر لتكون الحياة الدنيا هى أولى منازل الأخرة لتبدأ حياة أخرى باقية ودائمة لا يعلمها إلا الله تعالي خالقها وخالق كل شيء , كما خلق الله تعالي الأكوان والأفلاك والكواكب بعلمه وحكمته وقدرته , كما جعل الله تعالي لكل شيء وكل مخلوق بداية ونهاية , كما خلق الله تعالي وأرسى ووضع للحياة الدنيا وجميع المخلوقات البشرية والكونية وغيرها القوانين والقواعد والنظم والتعاليم والمفاهيم والعلوم والنظريات والأسس والدعائم والمقدرات والأليات الحياتية الدنيوية الحاكمة لسير وحركة وديناميكية وإستمرار وإدارة الكون والكواكب والأفلاك والمخلوقات ومنها الإنسان وجميع المخلوقات فى الحياة الدنيا التى يمكن إدراكها وإحساسها وإستنتاجها ورؤيتها وإستنباطها من قبل الإنسان والتى خبر عنها الله عز وجل في القرآن الكريم والكتب السماوية الأخري وكذا التى يتوالي إستكشافها وإستخلاصها بعلم الله وإرادته يوماً بعد يوم من قبل العلماء والباحثين والمخترعين والفلاسفة والأدباء والمفكرين وغيرهم وإن إختلفت أعراقهم وإيديولوجياتهم ومعتقداتهم الدينية وغيرها , وهذه المعارف وتلك الإستكشافات وغيرها هى فى إطار وحدود وقدرات وسعة وإمكانيات ما يدركه وما يعقله وما يفهمه وما يستنتجه العقل البشري المحدود بحدود مكوناته البشرية ومايراه وما يعرفه وما يعلمه وما يفهمه وما يكتسبه الإنسان من علوم وثقافات وإبتكارات وإكتشافات يومية , علماً بأن قدرة وإستيعاب وسعة العقل البشري محدودة بحدود مرجعيته وجنسيته الأدمية البالية والفانية , كما أن حدود وإمكانيات العلوم الدنيوية قد عرفها الله تعالى بعلمه وقدرته بحدود الأرض والإنسان والحياة الدنيا , كما تنتهى حدود كلا من القواعد والقوانين والعلوم الدنيوية وغيرها التى قدر الله تعالى بعلمه وحكمته وقدرته أن يتعلمها ويكتسبها الإنسان وغيره من المخلوقات من أجل إستمرار وتواصل وتعاقب الأزمان والعصور وكذا من أجل ديناميكية الحياة وسير وحركة الإنسان والحياة الدنيوية , كما تنتهى حدود سعة وإدراك العقل البشري لهذه القوانين والقواعد والعلوم الدنيوية وغيرها عند مظاهر ومتقلبات محطات الحياة الدنيوية التى يمر بها ويعايشها الإنسان فى رحلة الحياة الدنيا والتى تمر بمراحل عديدة منها مراحل الولادة والطفولة والصبا والشباب والرجولة والشيخوخة والهرم والموت , والنجاح والفشل , والغنى والفقر , والسعادة والشقاء , والصحة والمرض , والعمل والرزق , والعلم والجهل , والعزة والذل , والضعف والقوة , والصراع مع الحياة , والقدوم إلى الدنيا من عوالم الغيب والخروج منها إلي عوالم الغيب , وغيرها حتى تصل رحلة وسفينة الإنسان والحياة الدنيا  إلى مرحلة ومحطة الموت والفناء , وهذه الظواهر جميعها قد خضعت وتخضع لقانون ونظام الحياة الذى خلق الله الناس عليها وهذا القانون وهذا النظام الإلهي هو فى قول الله تعالى " إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا, فَأَتْبَعَ سَبَبًا, " , صدق الله العظيم - سورة الكهف , وقول الله تعالى  "وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون " (34) , وقوله تعالى "  كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون (35) , وقوله تعالى " وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون " (36) , وقوله تعالى " خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون " (37)  صدق الله العظيم - سورة الأنبياء , وهذه رسالة لكل البشر والمخلوقات أن تأخذ بالأسباب والقوانين والنظم والقواعد واللوائح والتعاليم الإلهية لتتسابق فى أعمال الخير وإعمار الأرض ولاتلقى وترجع أسباب الفشل أو المرض أو الجهل أو الفقر أو التعثر فى الحياة أو غيرها إلى الله عز وجل خالق كل شيئ والمنزه عن كل شيئ , إنما يجب أن ترجع الأسباب إلى عدم تنفيذ وتطبيق قوانين وتعاليم الله عز وجل التى أرساها ووضعها لتسيير كونه وخلقه ولتعارف وتفاعل مخلوقاته بعضها مع بعض , فعندما أخذ العالم الغربي الرأسمالي والملحد والغير مسلم بأسباب وقوانين الحياة التى وضعها الله للحياة الدنيا تقدم دنيويا وعلمياً وتقنياً وتكنولوجياً وإن سقط خلقياً وأخلاقياً ودينياً وعقائدياً , وعندما إبتعد العالم الإسلامي والعربي عن أسباب وقوانين الله التى وضعها لخلقه ومخلوقاته تخلف تكنولوجياً وتقنياً وعلمياً وإن ترابط وتماسك وعلا خلقياً ودينياً وأخلاقياً , ومن هنا تأتي حكمة الله فى وضع قوانين الخلق والحياة وهو " إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا, فَأَتْبَعَ سَبَبًا,  "  حتى لا تتواكل المخلوقات جميعها وتتقاعس ولا تعمل وتكتفى بالدعاء والرجاء من الله فقط دون العمل والأخذ بالأسباب والتوكل على الله عز وجل , وبعد الموت وفى الحياة الأخرى لاتخضع جميع المخلوقات إلى قانون ونظريات وقواعد وتعاليم الحياة الدنيا إنما تخضع لقانون أخر من الله عز وجل آلا وهو قانون "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ " , صدق الله العظيم - سورة يس , فقيام يوم القيامة وإحياء الموتى وتحدث ونطق وتخاطب وتكلم وشهادة اعضاء جسم الإنسان على كتاب وعمل الإنسان , وقيام الصيراط وتبدل الارض والسموات , وإجتماع جميع المخلوقات فى أن واحد منذ البدء والخلق وحتى الموت وقيام الساعة , وتغير جميع القوانين والنظريات والنظم والأزمان والعلوم والمفاهيم , ووقف الإجتهاد والتسابق والعمل وبدء الحساب والثواب والعقاب , ووضع الميزان , وهذا مصداقاً لقول الله تعالى , " يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار ليجزي الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولو الألباب" صدق الله العظيم - سورة إبراهيم , وقوله تعالى "  يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون   ( 24 ) يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين  ( 25 )  " صدق الله العظيم - سورة النور , وغيرها وجميعها لا يخضع لنظرية أو قانون يعرفه أى مخلوق إنما يخضع لأمر الله تعالى فى قوله " كُن فَيَكُونُ" وهذا هو نتاج وخلاصة علم الله اللادنى الذى لا يعلمه ولا يعرفه أي مخلوق من المخلوقات , ومن هنا يجب نقر جميعاً ونعترف يقيناً بأن جميع القوانين والنظريات الوضعية التى هى من صنع المخلوقات وفى مقدمتها الإنسان هى قوانين خاطئة وناقصة ومنقوصة المعلومات والحقائق الغيبية كما أنها قوانين محدودة بحدود الزمان والمكان والإنسان كما أنها قوانين متغيرة ومتقلبة وفانية بتغير وتقلب وفناء الإنسان , وعلى الجانب الأخر فإن القوانين والتعاليم الإلهية هى قوانين وتعاليم صالحة لكل زمان ومكان كما أنها قوانين وتعاليم تخاطب عوالم الغيب والوجود كما انها قوانين وتعاليم صادرة من الله جل جلاله  الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد , هو الله سبحانه وتعالى علام الغيوب خالق الخلق والملكوت مالك الملك صاحب القدرة والقوة والجبروت من يقول للشيئ كن فيكون الله نور السموات والأرض , من هنا يجب أن تقر وتعترف جميع المخلوقات جميعها بوحدانية الله عز وجل وأنه سبحانه وتعالى هو وحده الخالق القادر العالم بجميع خلقه ما ظهر منهم ومابطن وحده لا شريك له فى خلقه , سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم جل فى علاه .
دكتور مهندس / حسن صادق هيكل
قمرونة - منياالقمح - الشرقية - مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق