القرآن الكريم

القرآن الكريم

الأربعاء، 13 سبتمبر 2017

يوم الحج الأعظم

يوم الحج الأعظم
إن يوم الحج الأعظم هو محاكاة ليوم البعث والنشور يوم القيامة كما أنه محاكاة لحقيقة وطبيعة ووظيفة خلق الإنسان وتعارف وتقارب الأمم والشعوب كما تعارف سلفاً نبي الله آدم وحواء أباء البشرية على بعضهما البعض على جبل عرفات الله كما تعرف سلفاً نبي الله ابراهيم من قبل جبريل عليه السلام على جميع المشاهد والمناسك على جبل عرفات الله , علماً بأن تأدية فريضة الحج الأعظم هى تلبية وإقامة لمناسك وشعائر الله إلى بيت الله الحرام وجميع الأماكن المقدسة بمكة المكرمة , وكذا علماً بأن أداء فريضة الحج الأعظم هى لله وحده وإنتسالاً لأوامره وليست لأى أحد أو شيئ أخر غير الله سبحانه وتعالى , وكذا علماً بأن فريضة الحج الأكبر قد أفرزت للمسلمين أحد أعيادهم الكبرى فى الإسلام وهو عيد النحر أو عيد الأضحى المبارك كما أفرزت فريضة الصوم بالمثل للمسلمين عيد الفطر المبارك , وكذا علماً بأن فريضة الحج الأعظم هى الركن الخامس من أركان الإسلام الخمسة التى تقوم على قواعدها أسس وتعاليم ومناهج العقيدة والديانة الإسلامية السمحة وهذه الأركان الأساسية الخمسة هى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله , وإقامة الصلاة , وإيتاء الزكاة , وصوم رمضان , وحج البيت لمن إستطاع إليه سبيلاً , كما أن أركان شعائر فريضة الحج الرئيسية هى الإحرام , والوقوف بعرفة , وطواف الإفاضة , والسعي بين الصفا والمروة , كما أن للحج واجبات يجب الإلتزام بها ومنها الإحرام من المواقيت المكانية , والوقوف على عرفات حتى غروب الشمس , , والمبيت ليلة النحر بمزدلفة , والمبيت بمنى فى ليالى التشريق , ورمى الجمرات , والحلق أو التقصير , وطواف الوداع , كما أن فريضة الحج الأعظم تجمع فى شعائرها جميع شرائع وتعاليم الإسلام السمحة وجميع شرائع وتعاليم الأديان السماوية التى تدعو جميعها إلى وحدانية الله الخالق الأعظم سبحانه وتعالى كما تدعو إلى وحدة وتأخى جميع أنبياء ورسل الله ,  كما تدعو إلى وحدة وتكامل جميع الكتب والرسالات والديانات السماوية التى تدعو جميعها إلى وحدانية الله الخالق الأعظم سبحانه وتعالى , كما تهدف فريضة الحج الأعظم إلى تلبية نداء وأذان الله سبحانه وتعالى للناس كافة على لسان نبي وخليل الله إبراهيم عليه السلام الذى نادى فى الناس من فوق الجبل أن يحجوا إلى بيت الله الحرام " وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ " , وكذا تأدية جميع مناسك وشعائر الحج وكذا مناجاة وذكر الله سبحان وتعالى والتعرف على الله ومعجزاته وأياته والتقرب إليه والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى والرجوع إليه والإنتسال لأوامر الله وتجنب جميع المعاصى والأثام التى نهى الله سبحانه وتعالى ورسوله عنها , كما أن جميع الحجيج فى يوم الحج الأعظم المنتسلون لأوامر وتعاليم الله سبحانه وتعالى والمنتهون عن جميع محرمات الله ونواهيه هم جميعاً أكثر البشر على ظهر المعمورة حرية وتحرراً من جميع مظاهر النفقاء والرياء والرق والإذلال والركوع والعبودية للعبيد والعبودية للناس والعبودية للسادة والأغنياء والأثرياء والقادة والزعماء والرؤساء والأمراء والسلاطين والملوك والعبودية للمخلوقات وقد تحرروا جميعاً فى نفوسهم وعقيدتهم وصولاً إلى الحرية المطلقة وهى  حرية الناس إلى الوصول لعبادة رب الناس والمخلوقات أجمعين , كما أن جميع الحجيج فى يوم الحج الأعظم المنتسلون لأوامر وتعاليم الله سبحانه وتعالى والمنتهون عن جميع محرمات الله ونواهيه هم جميعاً أكثر البشر على ظهر المعمورة تشبهاً ومحاكاة لملائكة الله سبحانه وتعالى الذين " لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) , وكذا علماً بأن مظهر يوم الحج الأكبر هو أعظم برهان على وحدة وترابط وتماسك وقوة المسلمين المختلفون فى الأجناس والأعراق واللغات والمواطن والمتحدون والموحدون على كلمة سواء وهى شهادة " لاإله إلا الله محمد رسول الله " وكذا  متحدون وموحدون فى عبادة الله الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد , من هنا فإن قيام جميع شعائر المسلمون هى أهم مظاهر وحدتهم وتماسكهم وتعاونهم وتقاربهم وتعارفهم وتكافلهم , ومن هنا أيضاً فإن المسلمون هم قوة عالمية أمام العالم يشار إليها بالبنان مادام هناك فريضة ومناسك واحدة تجمعهم وتوحدهم إلى عبادة الله الأحد وهى فريضة الحج الأعظم .
دكتور مهندس / حسن صادق هيكل

قمرونة - منيا القمح - الشرقية - مصر





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق