القرآن الكريم

القرآن الكريم

الجمعة، 23 نوفمبر 2018

مولد النبي العدنان


بسم الله الرحمن الرحيم

مولد النبي العدنان
إن مولد النبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو نقطة فارقة ومضيئة في تاريخ البشرية , كما أن الله سبحانه وتعالى قد بشر جميع المخلوقات بمولد نبي الرحمة ونبي الشفاعة العظمى ورسول آخر الزمان ونبي الإسلام ورسول القرآن الكريم المبعوث للناس كافة ورحمة للعالمين , كما بشرت جميع الأنبياء والرسل بمولد وقدوم نبي آخر الزمان ونبي الإسلام والقرآن الكريم ورسول السلام المبعوث للناس كافة والذى يخرج البشرية من ظلامات الجهل والجهالة إلى أنوار الإيمان والهداية الربانية , كما يحرر البشر من عبودية الناس والبشر إلى عبادة رب وإله الناس والبشر سبحانه وتعالى , كما يحررهم من عبودية المخلوقات إلى عبادة الخالق الأعظم سبحانه وتعالى , كما يحررهم من عبودية الآلهة الخرقاء الجوفاء البلهاء الصماء الصنيعة والمدنسة والوضيعة والبالية والفانية إلى عبادة الله الإله الخالق القادر المالك الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد الذى ليس كمثله شيء وله الأسماء الحسنى فأدعوه بها , كما يحرر العبيد من سلاسل وكلابيب الرق والاستعباد التي رسخت وكرست ونشرت وأرست في أزمان وعصور وعهود الجاهلية الأولى البائدة جميع مظاهر الطبقية والتفرقة العنصرية البغيضة والمقيتة , فقد أنهى وقضي نبي الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نهاية فكرية وعقلية وعقائدية وأبدية في النفس البشرية القويمة على جميع مظاهر وظواهر وعادات وطقوس عبادة الأصنام وعبادة الرمز والبشر والحجر في شتى ربوع الأرض وجعل عبادتها شيئاً من الهذيان وخبول وجنون وقفول وانغلاق العقول لم يمارسها أو يعتقد في تلك العبادات الوثنية البغيضة والمقيتة التي هي أخطر مظاهر التخلف والجهالة والجاهلية في شتى العصور والأزمان , كما جاء رسول الإسلام العظيم بدستور وتشريع السماء إلى أهل الأرض والبشرية والعالمين والناس أجمعين وهو القرآن الكريم الذى كان فيه ومنه وبه خلق ولسان وهواء وغذاء وحياة وممات وحديث وكلام وسيرة النبي العطرة وقواعد وتشريع الإسلام للناس والعالمين كافة , كما دعي نبي الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان بجميع الأنبياء والرسل والمرسلين والكتب والرسالات السماوية الأخرى , كما دعي إلى المساواة والعدالة بين بنى البشر في الحقوق والواجبات دون تمييز أو تفريق , كما دعي أيضاً إلى التعايش والتعاون والتكامل والمواطنة مع الآخر , كما دعي أيضاً إلى نشر وتعميم جميع مظاهر الإثار والتكافل الاجتماعي , كما دعي إلى المحبة والتعايش والوئام والأمن والسلام , كما دعي إلى نشر جميع مظاهر الإحسان والأمانة وتعميم مكارم الأخلاق , كما دعي أيضاً إلى طلب العلم والتعلم من أربابه أينما كان وكذا السعي إلى ساحات وميادين ومواطن الرزق والعمل , كما دعي نبي الإسلام الكريم إلى جهاد النفس وجهاد الانحراف وجهاد الرذائل وجهاد المفاسد وجهاد الفساد وجهاد البغي وجهاد القهر والعدوان والجهاد من أجل السعي على المعاش والجهاد من أجل الآباء والأبناء والأحفاد وغيرهم , كما دعي إلى نبذ وتحريم وتجريم واستعداء أو محاربة أو سفك دماء الآخر المختلف بسبب الاختلاف أو بسبب  العقيدة أو بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الانتماء أو غيرهم , كما دعي أيضاً إلى نبذ وتحريم وتجريم جميع مظاهر العنف والتطرف والتصارع والتحارب والإرهاب بجميع أسبابه وأشكاله ودوافعه , كما دعي نبي الإسلام الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الدعوة للإسلام والدعوة إلى سبيل عبادة الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة وكذا مخاطبة ومعاملة الناس بأحسن المعاملات وبما يحبون فقد وصفه الخالق الأعظم سبحانه وتعالى في القرآن الكريم حيث قال "وإنك لعلى خلق عظيم" صدق الله العظيم , كما وضعه عالم الفلك والرياضيات والمؤرخ الأمريكي مايكل هارت فى كتابه "الخالدون المئة" في المرتبة الأولى معللاً بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أول مائة عظيم حققوا نجاحاً بارزاً على المستويين الديني والدنيوي كما أثروا في التاريخ والعالم البشري , كما وصفه الكاتب والمستشرق الإنجليزي جورج برنارد شو بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم "منقذ الإنسانية" كما قال أيضاً أعتقد بأنه لو وجد رجل مثل النبي محمد صلى الله عليه وسلم  وتولى قيادة العالم المعاصر لنجح في حل جميع مشاكله بطريقة تجلب السعادة والسلام المطلوبين للعالم , كما أن نبوة ورسالة ودعوة النبي العدنان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد شهد وآمن بها القلب قبل اللسنان وأمن بها اللسان قبل الجوارح , وآمنت بها الجوارح فامتلأت يقيناً وإيمانا وتقويماً واستقامة , كما أن دعوة ونبوة ورسالة نبي الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد أمنت بها الطير والشجر والماء والجن والحجر والحيوان والجماد والنبات كما آمنت بها الشمس والقمر والنجوم والأفلاك والكواكب والمجرات السماوية كما آمنت بها ملائكة الله وأهل السموات وأهل الأرض والمهديين من الناس أجمعين , كما شهد وعلم برسالة رسول الأنام والنبي العدنان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كل القاصي والداني فكان على نبينا الهادي الأمين التبليغ والبلاغ وعلى الله جل في علاه هداية من يشاء , حيث قال الله تعالى " إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" صدق الله العظيم , من هنا فإن الاحتفال بمولد النبي العدنان ورسول الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عام بعد عام يجب أن يكون بتجديد الشباب للأمة الإسلامية وتجديد وتحديث الخطاب الإسلامي الديني القويم والمعتدل وتصحيح المفاهيم المغلوطة والخاطئة عن الإسلام والمسلمين وإحياء سنة النبي العطرة وإتباع هديه القويم والرشيد والتمسك بكتاب الله المبارك القرآن الكريم وسنة نبيه الكريم واستبيان واستكشاف تأويل عظائم ومعجزات آيات القرآن الكريم التي تثبتها وتحققها القرون والأيام يوم بعد يوم , وتطبيق شريعة الله تعالى في الأرض .
دكتور مهندس / حسن صادق هيكل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق