القرآن الكريم

القرآن الكريم

الجمعة، 9 فبراير 2018

هذا هو قانون وإعجاز الله فى خلقه ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو قانون وإعجاز الله فى خلقه ؟
إن الله سبحانه وتعالي قد خلق الخلق والملكوت بعلمه وقدرته وحكمته , كما خلق الإنسان وأسكنه الأرض إلى أجل عند الله تعالي هو معلوم , وقدر قد قدره الله تعالى للإنسان وجميع المخلوقات هو عند الله تعالى مكتوب ومحتوم كما قال الله تعالى ذلك فى كتابه العزيز " كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا " صدق الله العظيم و سورة الإسراء , كما فضل الله تعالى الإنسان على سائر المخلوقات بالعقل كما هدى الله تعالى الإنسان إلى طريق النجدين وهما طريق طريق الخير والهداية إلى وحدانية وعبادة الله تعالى ومعرفة وإدراك جميع الأعمال التى تؤدي إليه  كما وعد الله تعالى الإنسان بالثواب الأعظم فى الأخرة إذا ما كانت طاعة الله عز وجل وإتباع أوامره وتجنب نواهيه هى مقصده وقبلته ومنتهى غايته فى الحياة الدنيا , والطريق الأخر هو طريق الضلال والشر والشرك والكفر بالله عز وجل وعصيان أوامر الله ونواهيه وعدم الرجوع إلى الحق والإصرار على ذلك  كما وعد الله تعالى الإنسان العاصى والمشرك بالله بالعذاب الشديد فى نار جهنم إذا ما كانت المعصية والإشراك بالله جل جلاله هى قبلته ومقصده ومنتهى غايته , كما خلق الله تعالى الحياة الدنيا الفانية وجعلها دار عمل وإختبار وتصارع بين الخير والشر ليكون الخروج من الحياة الدنيا بالموت والفناء هى أولى منازل الأخرة لتبدأ حياة أخرى باقية ودائمة لا يعلمها إلا الله تعالي خالقها وخالق كل شيء , كما خلق الله تعالي الأكوان والأفلاك والكواكب بعلمه وحكمته وقدرته , كما جعل الله تعالي لكل شيء وكل مخلوق بداية ونهاية , كما خلق الله تعالي وأرسى ووضع للحياة الدنيا وجميع المخلوقات البشرية والكونية وغيرها القوانين والقواعد والنظم والتعاليم والمفاهيم والعلوم والنظريات والأسس والدعائم والمقدرات والأليات الحياتية الدنيوية الحاكمة لسير وحركة وديناميكية وإستمرارية وإدارة الكون والكواكب والأفلاك والمخلوقات ومنها الإنسان وجميع المخلوقات فى الحياة الدنيا التى يمكن إدراكها وإحساسها وإستنتاجها ورؤيتها وإستنباطها من قبل الإنسان والتى خبر عنها الله عز وجل في القرآن الكريم والكتب السماوية الأخري وكذا التى يتوالي إستكشافها وإستخلاصها بعلم الله وإرادته يوماً بعد يوم من قبل العلماء والباحثين والمخترعين والفلاسفة والأدباء والمفكرين وغيرهم وإن إختلفت إيدولوجياتهم ومعتقداتهم الدينية والدنيوية وغيرها , وهذه المعارف وتلك الإستكشافات وغيرها هى فى إطار وحدود وقدرات وسعة وإمكانيات ما يدركه وما يعقله وما يفهمه وما يستنتجه العقل البشري المحدود بحدود مكوناته وخلقته البشرية ومايراه وما يعرفه وما يعلمه وما يفهمه وما يكتسبه الإنسان من علوم وثقافات وإبتكارات وإكتشافات يومية , علماً بأن قدرة وإستيعاب وسعة العقل البشري محدودة بحدود مرجعيته وجنسيته وخلقته الأدمية البالية والفانية , كما أن حدود وإمكانيات العلوم الدنيوية التى خلقها الله تعالى محدودة بحدود الأرض والإنسان كما قدرها الله تعالى , وتنتهى حدود كلا من قواعد وقوانين العلوم الدنيوية التى قدرها الله تعالى والحاكمة لسير وحركة الإنسان والحياة الدنيوية وكذا حدود سعة وإدراك العقل البشري لها عند مظاهر ومتقلبات محطات الحياة الدنيوية التى يمر بها ويعايشها الإنسان فى رحلة الحياة الدنيا والتى تمر بمراحل الولادة والطفولة والصبا والشباب والرجولة والشيخوخة والهرم والموت , والنجاح والفشل , والغنى والفقر , والسعادة والشقاء , والصحة والمرض , والعمل والرزق , والعلم والجهل , والعزة والذل , والضعف والقوة , والصراع مع الحياة , والقدوم إلى الدنيا من عوالم الغيب والخروج منها إلي عوالم الغيب , وغيرها حتى تصل رحلة وسفينة الإنسان والحياة الدنيا إلى الموت والفناء , وهذه الظواهر جميعها قد خضعت وتخضع لقانون ونظام الحياة الذى خلق الله الناس عليها وهذا القانون وهذا النظام الإلهي هو " إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا, فَأَتْبَعَ سَبَبًا, " , صدق الله العظيم - سورة الكهف , وهذه رسالة لكل البشر والمخلوقات أن تأخذ بالأسباب والقوانين والنظم والقواعد واللوائح والتعاليم الإلهية لتسابق فى أعمال الخير وإعمار الأرض ولاتلقى وترجع أسباب الفشل أو المرض أو الجهل أو الفقر أو التعثر فى الحياة أو غيرها إلى الله عز وجل خالق كل شيئ والمنزه عن كل شيئ , إنما يجب أن ترجع الأسباب إلى عدم تنفيذ وتطبيق قوانين وتعاليم الله عز وجل التى أرساها ووضعها لتسيير كونه وخلقه ولتعارف وتفاعل مخلوقاته بعضها مع بعض , فعندما أخذ العالم الغربي الرأسمالي والملحد والغير مسلم بأسباب وقوانين الحياة التى وضعها الله للحياة الدنيا تقدم دنيويا وعلمياً وتقنياً وتكنولوجياً وإن سقط خلقياً وأخلاقياً ودينياً وعقائدياً , وعندما إبتعد العالم الإسلامي والعربي عن أسباب وقوانين الله التى وضعها لخلقه ومخلوقاته تخلف تكنولوجياً وتقنياً وعلمياً وإن ترابط وتماسك وعلا خلقياً ودينياً وأخلاقياً , ومن هنا تأتي حكمة الله فى وضع قوانين الخلق والحياة وهو " إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا, فَأَتْبَعَ سَبَبًا,  "  حتى لا تتواكل المخلوقات جميعها وتتقاعس ولا تعمل وتكتفى بالدعاء والرجاء لله فقط ولا تأخذ بالأسباب , وبعد الموت وفى الحياة الأخرى لاتخضع جميع المخلوقات إلى قانون ونظريات وقواعد وتعاليم الحياة الدنيا إنما تخضع لقانون أخر من الله عز وجل آلا وهو قانون "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ " , صدق الله العظيم - سورة يس , فقيام يوم القيامة وإحياء الموتى وتحدث ونطق وتخاطب وتكلم وشهادة اعضاء جسم الإنسان على كتاب وعمل الإنسان , وقيام الصراط وتبدل الارض والسموات , وإجتماع جميع المخلوقات منذ البدء والخلق وحتى الموت وقيام الساعة , وتغير جميع القوانين والنظريات والنظم والأزمان والعلوم والمفاهيم , ووقف الإجتهاد والتسابق والعمل وبدء الحساب والثواب والعقاب , ووضع الميزان,وغيرها وجميعها لا يخضع لنظرية أو قانون يعرفه أى مخلوق إنما يخضع لأمر الله تعالى " كُن فَيَكُونُ" وهذا هو نتاج وخلاصة علم الله اللادنى الذى لا يعلمه ولا يعرفه أي مخلوق من المخلوقات , ومن هنا يجب أن تقر وتعترف جميع المخلوقات جميعها بوحدانية الله عز وجل وأنه سبحانه وتعالى هو وحده الخالق القادر علام الغيوب ملك الملك والملكوت وحده لا شريك له سبحانه وتعالى جل فى علاه .

دكتور مهندس / حسن صادق هيكل


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق