القرآن الكريم

القرآن الكريم

الأربعاء، 7 فبراير 2018

" المتآمرون على نهر النيل المصري "

" المتآمرون على نهر النيل المصري "


إن نهر النيل الخالد هو من وهب لمصر وشعبها الحياة , ومصر هي من وهبت للمصريون جميعاً مقومات العيش والبقاء والسكينة والإستقرار والترابط والتماسك والوحدة الشعبية والوطنية والتآلف الإجتماعي , كما علمت مصر الدنيا والشعوب الأرضية جميع مظاهر وأسس ومفاهيم وملامح وقواعد بناء الوطن والدولة , كما أن شعب مصر هو من علم شعوب وسكان المعمورة أسس وقواعد وملامح تكوين وقيام وبناء المجتمعات والشعوب , كما وهب شعب مصر البشرية والإنسانية بأسرها منذ البدأ والأذل وحتي يومنا هذا جميع أسس وملامح ومظاهر وقواعد الرقي والنمو والتطور والتحضر والحضارات الإنسانية حتى أصبحت مصر وشعبها ونيلها هما مرجعاً بشرياً وإنسانياً وحضارياً لنشأة ووجود وتطور حياة الدول والشعوب والأمم , لذا فإن نهر النيل الخالد ومصر وشعبها هما هرماً مصرياً راسخاً ينبغي على كل مواطن أو مسئولاً مصرياً أن يحمي ويحصن ويدافع ويجاهد ويحارب من أجل إستقرار وتدعيم جميع أركان هذا الهرم ومن هذه الأركان الراسخة نهر النيل الخالد مؤسس هيكل هرم مصر الدولة والشعب والأرض والوطن , فنهر النيل مرتبط جسدياً وتكوينياً ووجودياً بوجود مصر كما أنه يمثل رمزاً مضيئاً لخريطة مصر الجغرافية والتاريخية والمعيشية , كما أن نهر النيل هو شريان قلب مصر النابض بالحياة لجسد مصر الدولة والشعب والأرض , وهذا الشريان الذي ينبض بالحياة معرض بالتهديد والموت والتآمر بالقتل من قبل دول المنبع بزعامة أثيوبيا فماذا نحن الشعب والجيش والدولة فاعلون أمام هذا التهديد والتآمر الأثيوبي الأفريقي الإسرائيلي والغربي بقتل نهر النيل شريان الحياة لمصر شعباً وأرضاً ووطن , لذا يجب على كل المصريين الوحدة والترابط والتماسك والوقوف صفاً واحداً لمواجهة المتآمرون داخلياً وخارجياً على نهر النيل الخالد , وذلك بإتباع الآتي :
أولاً : مواجهة المتآمرون على نهر النيل داخلياً , وذلك عن طريق الآتي :
1.إزالة جميع التعديات والتجاوزات القائمة على ضفاف نهر النيل     وروافده ورياحاته وترعه وقنواته ومصارفه ومنها الآتي :
  أ. إزالة أعمال الردم المتواصلة من المواطنين والشركات والمصايف      وغيرها لمجري النهر ومجري جميع الرياحات والقنوات والترع      والمصارف المرتبطة بالنهر بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
 ب. إزالة أعمال الخنق والتضيق المتواصلة لمجري النهر ومجري جميع      الرياحات والمصارف والترع المرتبطة بالنهر بطريقة مباشرة وغير      مباشرة .
 ج. إزالة أعمال الإنشاءات والمباني والعوامات التي تم تشييدها وإقامتها      على ضفاف أو داخل مجري النهر وجميع الرياحات والقنوات والترع      والمصارف المرتبطة بالنهر بطريقة مباشرة وغير مباشرة .
2. تحريم وتجريم تلويث مياه النيل وروافده وذلك بمنع إلقاء الملوثات     والنفايات الصلبة والسائلة الصادرة والناتجة من المنازل أو المصانع     أو الشركات وغيرها في مجري مياه النهر وفي مجري جميع     الرياحات والقنوات والترع والمصارف المرتبطة بالنهر بطريقة     مباشرة وغير مباشرة , ومن هذه الملوثات الآتي :
 أ. ملوثات عضوية , ومنها (مخلفات المنازل , ومخلفات المزروعات ,     وغيرها).
 ب. ملوثات بيولوجية , ومنها (الجراثيم والفطريات والفيروسات ..      وغيرها الناتجة والصادرة من العدوى والحيوانات والطيور النافقة     ... وغيرها).
 ج. ملوثات كيماوية , ومنها المبيدات ومخلفات المصانع      والشركات الكيماوية ... وغيرها .
 د. ملوثات خطرة , ومنها ملوثات العناصر الطبيعية المشعة أو    العناصر التي لها نشاط إشعاعي مثل (الكوبلت المستخدم في    الطب , والكربون المشع , واليود , والسيزيوم ... وغيرها) .
 هـ. ملوثات سامة , ومنها (مخلفات الزيوت , والمركبات     الكيماوية , والمعادن الثقيلة الذائبة ... وغيرها) .
3. عدم شق قنوات أو ترع أو مصارف مائية لمشروعات إستثمارية خاصة تسعي لإهدار الثروة المائية المصرية , كما تسعي للمنفعة الخاصة وليست المنفعة العامة لمصر وشعبها .
4. ترشيد إستخدامات مياه نهر النيل في مصر في المجالات التالية :
 أ. ترشيد إستخدامات مياه نهر النيل في مجال الزراعة وذلك عن    طريق الآتي :
- إعادة تخطيط السياسة المائية في الزراعة .
- تطوير أساليب الري من الري بالغمر إلي الري بالرش أو  التنقيط ... وغيرها .
- إعادة منظومة التحويض المائي والزراعي , بمعني أن يتم   تقسيم الأراضي الزراعية لمساحات وأحواض زراعية طبقاً  لإحتياجات كل حوض زراعي لكميات مياه الري المطلوبة .
- إختيار فصائل زراعية من المزروعات أقل إحتياجاً لمياه الري .
- تقليل فترة الدورة المائية للمزروعات المحتلفة .
ب. ترشيد إستخدامات مياه النيل في إستخدامات الشرب , وذلك عن طريق الآتي : 
- عدم الإفراط في إستخدامات مياه الشرب دون الحاجة لذلك .
- عدم ترك محابس المياه مفتوحة دون إستخدام .
- إستخدام منظمات وشبكات مياه منزلية مرشدة لإستهلاك المياه , بمعني أن يكون معدل تصريف المياه لايتجاوز حدود موضوعة ومحددة .
- تحديد معدل إستهلاك كل منزل من مياه الشرب وذلك بتحديد معدل إستهلاك كل فرد من أفراد الأسرة (طفل , صبي , شاب , رجل , أمرأة , شيخ كبير) , وكذا تحديد عدد أفراد كل أسرة ,  على أن يكون معدل الزيادة في الإستهلاك عن معدل الإستهلاك  المخطط لكل أسرة بأسعار مضاعفة .
ثانياً : مواجهة المخططات الغربية والإستعمارية الهادفة لمسح وإزالة نهر النيل وروافده وشراينه ورياحاته وقنواته وترعه ومصارفه من خريطة مصر المائية والزراعية والجغرافية , ومن ملامح هذه المخططات الإستعمارية ما يلي :
1.    تقديم معونات دولية وغربية وأمريكية لمصر محددة الإستخدامات والأهداف وفي مقدمة هذه الأهداف ردم وتغفيق جميع قنوات وترع ومصارف نهر النيل في مصر داخل المدن والقري والنجوع , وهذا ما تم بالفعل في جميع أرجاء مصر.
2.    فرض سياسات مائية وزراعية غربية وأمريكية على مصر مقابل تقديم معونات إقتصادية لمصر عديمة الفائدة والجدوي والفعالية .
3.    مساندة الغرب وأمريكا لحركات الإنفصال بدول حوض النيل  للإنفصال والإستقلال عن دولهم وقيام دويلات صغيرة ضعيفة وهشة تطالب بإبرام إتفاقيات مائية جديدة وكذا تطالب بحصص إضافية جديدة من مياه النيل , وهذا ما قد يقلل ويضعف حصص مصر من مياه النيل , وبالتالي يتم محاصرة ووئد خطط وإستراتيجيات مصر الزراعية والمائية المستقبلية .
4.    مساندة ودعم دول الغرب وامريكا وإسرائيل لدول المنبع ببناء سدود من شأنها التحكم في مصير ومستقبل مصر المائي والحياتي وكذا تهديد نهر النيل في مصر بالجفاف .
لذا يجب إتباع الآتي لمواجهة التآمر الإستعماري الغربي على نهر النيل وروافده :
1.    إحياء مشروع نهضة مصر المائية والزراعية التي أسس لها القدماء المصريون وتوارثتها الأجيال المصرية كما شيد بنيانها وقواعدها محمد على باشا .
2.    إزالة جميع الأثار المترتبة على مسح وإزالة نهر النيل وروافده من خريطة مصر .
3.    محاصرة وإنهاء التآمر الإستعماري الغربي والأمريكي للقتل التدريجي لنهر النيل وروافده وشراينه وذلك بإعادة شق وفتح وتطهير جميع الرياحات والقنوات والترع والمصارف المائية والزراعية التي تم ردمها أو تغفيقها في جميع أرجاء مدن وقري مصر , وهذا الردم وتلك التغفيق قد تم بدعم ومساندة ومعونات مالية وتقنية مقدمة من قبل الغرب وأمريكا الإستعماريون التخريبيون الهادفون لوئد وقتل شرايين نهر النيل تمهيداً لقتل وجفاف نهر النيل الذى علم المصريون الزراعة ووهبهم الحياة والإستقرار والإكتفاء الذاتي , لذا يجب بل يفرض على جميع المسئولين المصريين سرعة شق وفتح وتطهير جميع الرياحات والترع والقنوات والمصارف المائية التى تم ردمها أو تغفيقها من جديد لإعادة الحياة والعمل والزراعة لمصر من جديد .
4.    وضع خطط إستراتيجية للأمن المائي المصري من مياه نهر النيل , وذلك من خلال الآتي :
أ‌.      وضع إتفاقية جديدة لنهر النيل تؤمن منابعه ومصابه .
ب‌. تحقيق الإكتفاء الذاتي المائي آنياً ومستقبلياً لمصر ولجميع دول حوض النيل .
ج. قيام مشروعات مائية مشتركة بين مصر وجميع دول حوض     النيل .
د. عدم بناء سدود أو خزانات من قبل دول المنبع على نهر النيل    والتي تحجب تدفق وأنسياب مياه النهر إلا بموافقة جميع دول    المصب مجتمعة وهما مصر والسودان .
هـ. ضرورة وحتمية وفرضية سحق وتدمير أي منشآت أو سدود     أو بحيرات تقام على مجري نهر النيل بهدف التحكم في حياة     ومصير مصر المائي والحياتي .
ثالثاً : مواجهة وسحق المخطط والعدوان الأثيوبي الإسرائيلي على نهر النيل وحياة ومستقبل ووجود مصر , وذلك من خلال الآتي :
1.    تدمير وسحق سد الألفية الأثيوبي الذي يهدف لتجويع وتعطيش وقتل وموت مصر وشعبها وذلك قبل إكتمال بناء السد .
2.    وضع خطة إستباقية إستراتيجية مصرية تسمي "خطة درع النيل" لوئد ومحاصرة التهديد والعدوان على نهر النيل ومصر قبل حدوثه , وهذه الخطة تهدف لحماية وسلامة تدفق مياه النيل لربوع أرض مصر وذلك في أمن وآمان .
3.    بناء وقيام حلف إستراتيجي إقليمي عسكري بقيادة مصر لحماية نهر النيل وجميع دول الحلف , وهذا الحلف مكون من مصر والسودان الشمالي والجنوبي وإريتريا والصومال وذلك لمواجهة التهديدات الأثيوبية التى تهدف للتحكم في حياة مصر وشعبها .
4.    هناك شبهة تآمر كامل من جميع دول حوض النيل على مصر ومياه النيل يستوجب سرعة التحرك والتكتيك والتخطيط الشامل لدحر وسحق هذه المؤامرات جميعها قبل حدوثها .
من هنا فإن نهر النيل المصري يتعرض لمؤامرات داخلية وغربية وخارجية وإسرائيلية وإفريقية وأثيوبية هدفها محاصرة مصر وإضعافها والتحكم في مصائرها وشريان حياتها وكذا القضاء على وجودها وبقاءها كدولة متماسكة ومستقرة , وهذا يستوجب سرعة مواجهة وردع وسحق ومحاصرة جميع هذه المؤامرات العدوانية على مصر ونيلها على جميع الأصعدة عسكرياً وسياسياً وقانونياً وأمنياً وإقليمياً ودولياً وكذا تقزيم جميع قوي خفافيش الظلام التي تتآمر على مصر وذلك بإطلاق أسهم جند مصر وشعبها ورجالها وخبراءها وعلماءها في شتي المجالات على كل من تسول له نفسه تهديد مصر وشعبها ونيلها , فمن أراد بمصر سؤ قسمه الله بجند مصر البواسل وشعبها الأحرار , فاللهم أحفظ وحدتنا وترابطنا , واللهم أحفظ مصرنا الحبيبة الغالية من كل مكروه وسؤ .

دكتور مهندس / حسن صادق هيكل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق